الطاقة والبيئة في المملكة العربية السعودية: هموم وفرص، بقلم ناهد طاهر، بندر حجار

 

لقد شجعت الموارد النفطية الهائلة في المملكة العربية السعودية على مدى عقود من الزمن على نظام سخي لدعم النفط، مما جعل المملكة واحدة من الدول الرائدة في العالم بأرخص سعر محلي للنفط. ومع ذلك، فقد شجعت هذه الإعانات على الاستخدام غير الفعال للنفط، الذي يتم استهلاكه إلى حد كبير في قطاعات الطاقة والمياه والنقل، مما يساهم بشكل كبير في انبعاث ثاني أكسيد الكربون في البلاد. وتتفاقم هذه المشاكل بسبب الديناميات الديموغرافية، والتوسع الحضري، والتغيرات في أنماط الدخل والاستهلاك، والتصنيع. وفي ظل الاتجاهات الحالية لأنماط الاستهلاك المحلي، ستستهلك المملكة العربية السعودية كامل كمية النفط التي ستنتجها بحلول عام 2030، مما سينعكس سلباً على القدرة المالية للحكومة على تنفيذ برامجها التنموية. إن هذا القلق الذي يحد من الإيرادات، وليس التحديات البيئية، هو الذي بدأ يجذب اهتمام السياسة في المملكة العربية السعودية.

 

ويقدم هذا الكتاب منظورًا فريدًا لهذه التحديات من خلال النظر إليها باعتبارها فرصًا استثمارية، وليست قيودًا مالية على ميزانية الحكومة. وتهدف إلى دراسة طبيعة ومدى تحديات الطاقة والبيئة التي تواجه المملكة العربية السعودية، واستكشاف الخيارات المختلفة لتحويل هذه التحديات إلى فرص استثمارية مربحة يمكن أن تخلق فرص عمل، وتعزز الدخل، وتطور القدرة في تكنولوجيا الطاقة النظيفة وتعزز الاستدامة البيئية. .